.

سوريا ترسم عالم جديد

684 مشاهدة مقالات 29 مارس 2018, 19:50

إعلان الانتصار الكبير كان من قلب المعركة التي يخوضها بواسل جيشنا العربي السوري بزيارة الرئيس الأسد إلى الغوطة الشرقية غير عابئ بكل التهديدات التي تصدر من الحلف المعادي أميركا وبريطانيا وفرنسا وعنوان للإصرار والتصميم على تحرير كامل الغوطة الشرقية من الإرهاب الدولي، ومن خلالها يسقط كل المسوغات والمبررات التي يدعون ويتذرعون بها افتراء وكذبا، من مسرحية السلاح الكيماوي إلى الدواعي الإنسانية.


إنّ ما تفوّهت به مندوبة أميركا الدائمة نيكي هايلي هو تهديد مباشر تخالف فيه ميثاق الأمم المتحدة، وحسب ما ورد في المادة 51 من الميثاق فإن الدولة السورية يحق لها الدفاع عن نفسها بكل الوسائل القانونية .
جاء الرد السوري صاعقاً بصفعة قوية على لسان بشّار الجعفري مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة، وفي سابقة لم تحصل في تاريخ الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن منذ التأسيس وحتى تاريخه ولأول مرة، تم تهديد الإدارة الأميركية ومن على منصّة مجلس الأمن بوصفها دولة احتلال وسنقاومها وننتصر عليها.
الرد السوري هو انتصار دبلوماسي سياسي كبير، وبالتوازي مع الانتصار الميداني الذي يُنجزه الجيش العربي السوري ومحور المقاومة وحلفاؤها وأصدقاؤها، والرد ليس انتصاراً سورياً فقط، والحقيقة أن الكلمة أثلجت صدور ممثلي شعوب الدولة المُستضعَفة والمُهيمَن عليها من قِبَل قوى الاستكبار العالمي تتقدّمهم واشنطن، وعامل مهم لتشكيل حالٍ من اليقظة والنهوض لإزالة كافة حواجز الخوف من غطرسة الإدارة الأميركية والاستعمار الغربي، وإسقاط هذه الهيبة المُزيّفة لأميركا وفرنسا وبريطانيا في المياه الآسنة .
لذلك أقول يأتي هذا التصعيد السياسي من قِبَل الإدارة الأميركية، وقد اعتدنا على ذلك في ظلّ الانتصارات الكبيرة التي يحقّقها الجيش العربي السوري في سحقه لقوى الإرهاب في الغوطة الشرقية.
وحفاظاً من قِبَل الحلف المُعادي على هذه القيادات الإرهابية التي تقوم بقيادة العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، وهم أميركيون وبريطانيون وصهاينة وبعض دول مجلس التعاون، زد على ذلك أن هذا التصعيد السياسي والعسكري يأتي في إطار رفع معنويات هؤلاء الإرهابيين التكفيريين.
وهنا أشير إلى أن هناك قوات أميركية فوق أراضي الجمهورية العربية السورية، وهي قوى احتلال، وبحسب الميثاق فإن للدولة السورية الحق في مقاومة هذا الاحتلال بكل الوسائل السياسية والعسكرية وذلك دفاعاً عن النفس، فالعدوان الأميركي على سوريا ليس بجديد ومن حق الشعوب الحرية وتقرير المصير والحفاظ على السيادة الوطنية، كما حصل من قِبَل الإدارة الأميركية بعدوانها على بعض دول أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
وأؤكّد أن كل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ونستثني روسيا والصين وبعض دول أميركا اللاتينية، مُصادَرة من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية، ومُسيّسة وتُعتَبر السياسات والتوجّهات السياسة الخارجية الأميركية للغرب الأطلسي، مرهونة وتابعة لما يُملى عليها من قِبَل الإدارة الأميركية، وفي حقيقة الأمر هناك حال عجز حقيقي يعاني منها مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة لجهة الهيمنة الأميركية والخضوع التام لها سياسياً ومالياً.
وأرى أنه في الحقيقة المُطلقة، أنّ من أسّس داعش واضح تنظيمياً ودعماً مالياً وعسكرياً، إذ تم ذلك في أقبية المخابرات البريطانية والأميركية وهذا جاء بأكثر من مناسبة، وباعتراف الساسة الغربيين، وآخرهم كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وما قام به عدوان التحالف الدولي تتقدّمه واشنطن، على الرقة وتدميرهم واستهدافهم للبنى التحتية والمنشآت العامة، فكان الهدف الأساس تهجير السكان من بيوتهم ومناطقهم لتسهيل تنفيذ مخطّطهم التقسيمي بتغيير ديموغرافي، كما كانوا يحلمون، لكن إرادة الشعب السوري وانتصارات الجيش السوري لسحق قوى الإرهاب واعتماد الجيش السوري لاستراتيجيات وأولويات لتحرير كامل الجغرافيا السورية، بالأمس حلب واليوم الغوطة وغداً إدلب، إلى أن يتم تحرير كامل أراضي الجمهورية العربية السورية.
إعلان الانتصار الكبير كان من قلب المعركة التي يخوضها بواسِل جيشنا العربي السوري بزيارة الرئيس الأسد إلى الغوطة الشرقية غير عابئ بكل التهديدات التي تصدر من الحلف المُعادي أميركا وبريطانيا وفرنسا وعنوان للإصرار والتصميم على تحرير كامل الغوطة الشرقية من الإرهاب الدولي، ومن خلالها يُسقِط كل المسوّغات والمُبرّرات التي يدّعون ويتذّرعون بها افتراء وكذباً، من مسرحية السلاح الكيماوي إلى الدواعي الإنسانية.
إن ما يحصل في الغوطة الشرقية من “التباكي على المدنيين” الذي يدّعيه المحور المُعادي، يهدف في الأساس إلى حماية القيادات الإرهابية ومَن يدعمها من أجهزة استخبارات غربية فكان في قلب المعركة والحدث ومع جماهير شعبنا في الغوطة، كما أحب هنا أن أشير إلى أن الرسالة كانت إلى كافة قوى الاحتلال في سوريا أميركية وتركية، وأن كل شبر في سوريا هو الغوطة الشرقية لكن للمعركة أولويات، والجيش العربي السوري قادم لتطهير كافة أراضي الجمهورية العربية السورية ، من هنا جاء كلام الرئيس الأسد بأن المعركة أكبر من سوريا، وكل رصاصة أطلقت وكل متر تقدّم فيه سائق دبّابة كان يُغيّر الخريطة السياسية للعالم.
أخيراً إن استراتيجية الحلف المُعادي ترتكز على إطالة أمد الصراع والحرب في سوريا، والمزيد من استنزاف الدولة السورية خدمةً للمشروع الصهيوأميركي الخليجي.
وإن ما تقوم به واشنطن وحلفاؤها يوضح أن الحقيقة المُطلَقة للسياسة العدوانية والهيمنة على الشعوب المقهورة والمظلومة التي مارستها واشنطن وحلفاؤها أظهرتها بشكلٍ جليّ الحرب على الدولة السورية ،عنوان الصمود والصلابة وأما ما يتشدّقون به عن تطبيق الديمقراطية التي تخفي وراءها كل الإدارات الأميركية من جمهوريين وديمقراطيين ما هو إلا ذريعة ومُسوّغات ومُبرّرات للاعتداء على السيادة الوطنية للدول المستقلة ودعم ظروف اللااستقرار، لاستمرار أعمال العنف والاضطرابات وامتداد وتنامي الإرهاب والتطرّف الديني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

جمال رابعة . عضو مجلس  الشعب